بلا شك أن الهدف في العملية التسويقية هو زيادة الطلب على منتج أو خدمة، وهذا هو المتعارف عليه لرفع المبيعات والأرباح، لكن هل فكرت في يوم أن يكون هناك تسويق يسعى لخفض هذا الطلب على المبيعات أو عدم الاقبال عليه؟ نعم، وهذا ما يُسمى بـ ( التسويق المضاد ) ويُستخدم لدى الشركات التي تكون طاقة إنتاجها أقل من الطلب عليها فتتّخذ أسلوب التسويق المضاد لتقليل نسبة الطلب على منتجاتها أو خدماتها.
ويتم أسلوب التسويق المضاد لدى الشركات باستخدام عدّة تكتكيات معينة منها ما يلي :
ـ رفع الأسعار أو تغيير السياسة التسعيرية كإيقاف العروض والخصومات.
ـ إيقاف الحملات الإعلانية أو أيّ عملية ترويجية خاصة بهذا المنتج أو الخدمة.
ـ حصر المنتج في منافذ بيع معينة.
ـ تعقيد العملية الشرائية من خلال وضع شروط لاقتناء المنتج.
ويجدر بالذكر أن التسويق المضاد لا يجب أن يكون بشكل مفاجئ وسريع، وإنما يجب التريُّث فيه بحيث يتم استخدامه تدريجيًا من خلال خطة مدروسة وذكية لكي لا يُأثر على سمعة العلامة التجارية أو يُسبب إثارة غضب الجماهير أو نفورهم.
ولا يشترط أن تكون الشركة غير قادرة على تصنيع المنتج وفقًا للطلب المتزايد عليها لتستخدم التسويق المضاد، قد يكون الهدف هو تقنين شراء السلعة أو ترشيد استهلاكها، فتجعل السلعة حصر لفئة معينة مستهدفة ليتم نجاح العملية التسويقية القائمة عليها.

وغالبًا ما ينتشر التسويق المضاد كثيرًا في الدول النامية خاصة تلك التي تعاني من نقص الكهرباء والمشتقات النفطية واستخدام السيارات، كما قد يُستخدم التسويق المضاد للمحافظة على البيئة من التلوث.
وينقسم التسويق المضاد إلى عدّة أقسام وهي:
ـ التسويق المضاد العام
وهو الذي يهدف إلى استبعاد الزبائن غير المرغوبين أو الذين لا يُرجى منهم نجاح العملية التسويقية في اقتناء المنتج، فهكذا تقوم الشركة بالحد من اقتنائهم المنتج من خلال عدة استراتيجيات واحتكار السلع أو الخدمات على الذين هم بأمس الحاجة لها.
ـ التسويق المضاد الانتقائي
وهو الذي يتم فيه رفض عدد كبير من الزبائن على أمل أن المنتج يبدو وكأنه أكثر قيمة من الزبائن أنفسهم، بمعنى أن لا يكون هناك طلب متزايد على السلعة وإنما هي تكتيك تسويقي لإحساس الجماهير بأهمية هذه السلعة وعلو قيمتها.

إذًا فالتسويق المضاد ليس مجرد تكتيك يهدف لعكس العملية التسويقية، لكن هدفه أيضًا التحكم وتوجيه اختيارات العملاء وطريقة وصولهم للمنتج.